جمهور القراءة في وسائل المواصلات العامة من المراهقين والشباب، ومن يخط بقلمه على أطراف الصفحات، والجمهور الأعرض والناجح وحده هو من يستهدفه، فلا تتجه ميوله أبدًا نحو العظيم أو المتميز من الأدب لكن لاختياراته مذاق مختلف يشبه وسائله العصرية.
1- قواعد العشق الأربعون: إليف شافاق
“إن الشريعة كالشمعة توفر لنا نورًا لا يقدر بثمن. لكن يجب ألا ننسى أن الشمعة تساعدنا على الانتقال من مكان إلى آخر في الظلام، وإذا نسينا إلى أين نحن ذاهبون وركزنا على الشمعة فما النفع من ذلك؟”
لن تحب الله حتى تحب خلقه وترضى صالحهم وخبيثهم، قواعد وضعتها الكاتبة إليف شافاق في رواية وقفت بين القرن الحادي والعشرين بوسائل اتصاله الحديثة والقرن الثالث عشر بمزيج من الدين بحساسيته والصوفية والحب لتحكي عن رحلة شمس الدين التبريزي نحو الفناء العشقي في عوالم غرائبية ساحرة، وتتحرك الأحداث عبر ثلاث روايات في زمنين مختلفين تفصلهما ثمانية قرون تتناول فيها الكاتبة قضية العشق بجميع جوانبها مستخدمة مؤسس قواعد العشق الأربعين شمس الدين التبريزي عصبًا للرواية، وهو الذي حوّل جلال الدين الرومي من خطيب فقيه إلى داعية عشق يدعو لتوحيد الأديان، مع خط سردي آخر عن أربعينية يهودية ملت حياتها التي تحولت من الروتينية للهياج بعد قراءتها رواية “الكفر الحلو” لمؤلفها زاهارا وهي رواية شمس الدين التبريزي وجلال الدين الرومي “قواعد العشق الأربعون”، لتتعرف عليه وتبدأ بينهما قصة عشق يغير فيها حياتها كما فعل التبريزي بالرومي، وكانت الرواية الثالثة في اكتشافها أن التبريزي مازال حيًا ويتكرر في كل العصور بعد إعلان زاهارا إسلامه وسعيه لجعل تسامح الإنسان هو قوام الأديان الوحيد لحل عقدة علاقتهم، والتي مر بها جلال الدين الرومي عند زواجه بمسيحية، لكن المرض لم يدع زاهارا ليدفن في قونيا إلى جوار قبر الرومي.
2- عزازيل: يوسف زيدان
“كنت أقول في نفسي إن جمالها ظالم لمن يعرفه، ظالم لأنه أعمق من أن يُحتمل وأبعد من أن ينال”
في القرن الخامس الميلادي وعقب دخول المسيحية للإمبراطورية الرومانية واحتدام الشقاق بين الوثنيين والمسيحيين الجدد والكنيسة، في أحداث تدور بين سوريا ومصر لشخصيات حقيقية، هي الأسقف تيودور والأسقف نسطور، وهيباتيا عالمة الرياضيات والفلك والتي لقيت مصرعها على يد المسيحيين عام 415 ميلادية، وكذلك شخصية البابا كيرلس عمود الدين ويوحنا الأنطاكي، تبدأ الرواية بمولد هيبا في صعيد مصر عام 391 ميلادية وقت إعلان المسيحية ديانة الإمبراطورية الرومانية رسميًا، ثم رحلته للعلم بالاسكندرية وهربه بعد مقتل هيباتيا فارًّا إلى القدس، ليظل البطل الحقيقي للرواية هو عزازيل الشيطان من دعا هيبا للكتابة والتدوين ليكتب رواية عشق وقصائد مرهفة الحس، و هيبا الشخصية الوحيدة الافتراضية بالرواية ينسب لها يوسف زيدان ما وجده في شمال سوريا من كتابات سريانية قديمة تعود للنصف الأول من القرن الخامس الميلادي، كتبها راهب بليغ فقام بترجمتها للعربية مضيفًا لها صورًا مرتبطة بالأحداث.
3- شيفرة دافنشي: دان براون
“الله يستمع لكل المصلين الداعين، لكن أحيانًا تأتي إجابته بـ: لا ”
خلف لوحة ليوناردو دافنشي “مادونا أوف ذا روكس” يكمن سر في رسالة تركها عجوز لتصبح حلقة في سلسلة من رموز مرتبطة وغامضة، يبدأ البروفيسور لانغدون أستاذ علم الرموز الدينية بجامعة هارفارد بتتبعها والبحث حولها مصحوبًا بولعه بالرموز الدينية والرسومات، وبدأت رحلته البحثية مع صوفي حفيدة العجوز المهووس بدافنشي منطلقين لكاتدرائيات روما ثم متحف اللوفر بباريس والذي كان بداية لكشف أسرار الرسالة بعد وقوع جريمة قتل لأمين المتحف بداخله، ويبدأ لانغدون بالتحقيق والوصول لمنظمة سرية مقدسة وقديمة كان من أعضائها اسحاق نيوتن وليوناردو دافنشي وسط أجواء بوليسية مثيرة وغامضة أثارتها مطاردات شرسة للسلطات ولمنظمة كاثوليكية، ويكشف براون في روايته عن أسرار الثقافة الأوروبية عبر لوحات دافنشي من ابتسامة الموناليزا وصولًا إلى سر الكأس المقدس.
4- باب الخروج: عز الدين شكري فشير
“ينادون بالحرية والعدل والمساواة، فهل يحتملونها، تلك القيم؟ هل يقبلونها لغيرهم أم يريدونها لأنفسهم فقط؟ ثاروا من أجلها، فهل هي تلك الحرية التي منحوها لخصومهم؟ ”
الرواية النبوءة كما رآها الكثيرون، فهي رسم لطبيعة العيش تحت حكم العسكر في رسالة طويلة بدأها بالثورة والفوضى والانقلاب على الحكم مع ظهور للحكم الديني والفلول والشباب الثوري وحال عامة الشعب، فيضع فشير تصوراته الخيالية الخاصة وتسير عليها أحداث الرواية بدءًا من تحول الإخوان المسلمين من طرف ثوري إلى سلطة سياسية، ويستمر في توقعاته على سياسة اتبعها حكام مصر طوال 60 عامًا استأثروا فيها بالسلطة، في رسالة تبدأ بثورة 25 يناير 2011 وتمتد لتسع سنوات انتهت بعودة مصر تحت الحكم العسكري وهو ما تحقق سريعا عارضًا في النهاية مسارات للخروج من الأزمة أمام السياسيين منها مصارحة الشعب والاتفاق لبناء نظام سياسي لا الاختلاف على الحكم.
5- الشفق: ستيفاني ميير
“لقد اخترت حياتي معك، وأنا الآن أنوي عيشها”
الأول من أربعة أعداد حتى الآن من رواية الرومانسية والخيال الأكثر شعبية بين الشباب، فتعيش فيها إيزابيلا سوان قصة حب مع إدوارد مأخوذة ببشرته وصوته وقوته الخارجة محاولًا إدوارد الابتعاد عنها حتى لا تكتشف أنه مصاص دماء وخوفًا أن يفقد سيطرته ويقتلها، ثم يخضع لحبها وتتعرف على أسرته وسط ضغوط من العائلة الحاكمة في عالم مصاصي الدماء مما يهدد حياة بيلا ويضعها بين خيارين، الاستغناء عن إدوارد أو التحول لمصاص دماء وتنضم لعائلته، في أربعة أجزاء تحكي بيلا في جزئي الشفق وقمر جديد، ويحكي إدوارد قصة تعارفهما في بزوغ الفجر وشمس منتصف الليل من وجهة نظره.
0 comments :
Enregistrer un commentaire